المنهج المقترح في دراسة السنة النبوية

 

المنهج المقترح في دراسة السنة النبوية

 

 

 

هذه المذكرة   مسودة   كتبها  جامعها  ليتعرف  من خلالها  طلاب  العلم  على  المنهج المقترح في دراسة السنة النبوية، ولم يكن قصده منها أن تكون تأليفا، ومع ذلك أحب أن ينشرها بين الناس على حالها لمن أراد أن يستفيد منها.

 

 

 

 

 

كتبها الدكتور / عمر إيمان أبو بكر

1443هـ 2022م

 

السنة وعلومها

السنة في اللغة: السيرة والطريقة سواء كانت حسنةً، أوقبيحةً، وقد ورد استعمالها في الأمرين معاً في حديث النبي r «من سنَّ في الإسلام سنةً حسنةً، فله أجرُها، وأجرُ مَن عَمِل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيءٌ، ومنَّ سنَّ في الإسلام سنةً سيئةً كان عليه وزرُها ووزرُ مَن عمل بها مِن بعده من أن ينقصَ من أوزارهم شيءٌ»([1]).

 وفي اصطلاح المحدثين: «كلُّ ما أُثِرَ عن النَّبي r من قولٍ، أو فعلٍ، أو تقريرٍ، أو صفةٍ»([2]) والسنة بهذا المعنى مرادفة للحديث.

تقسيم الوحي

والوحي من الله إلى النبي قسمان: وحيٌ منزَّلٌ للإعجاز متعبدٌ بتلاوته، لفظُه ومعناه من الله، وهو القرآن الكريم، ووحيٌ مقروءٌ غيرُ متلوٍّ معناه من الله، ولفظُه من النَّبي، وهو سنتُه r .

قال ابن حزم:«فصح لنا بذلك أن الوحيَ ينقسمُ من الله عز وجل إلى رسوله على قسمين: أحدُهما وحيٌ متلوٌّ مؤلَّفٌ تأليفاً مُعجِزَ النظامِ، وهو القرآنُ والثاني: وحيٌ مرويٌّ منقولٌ غيرُ مؤلَّفٍ، ولا مُعجِزِ النظامِ، ولا متلوٍّ، ولكنه مقروءٌ، وهو الخبر الواردُ عن رسول اللهِ»([3]).

ولا نتعرض هنا لبيان مكانة السنة، ولا لتثبيت حجيتها، ولا كونها وحياً من الله إلى رسوله، فهذه الأمور وغيرها سأتحدث عنها لا حقاً في دورة مخصصة لها، وإنما أتحدث هنا عن المنهج المقترح في كيفية دراسة سنة النبي r من مصادرها الأصيلة، والسنة النبوية تحتاج قبل الشروع فيها إلى معرفة علوم تتعلق بها، وهي كثيرة، ومتفرعة.

 أهم علوم السنة ثلاثة:

1ـ مصطلح الحديث، وهو عبارة عن أصول، وقواعد عامة يتوصل بها إلى معرفة المقبول، والمردود من الحديث.

2ـ علم تخريج الحديث، ومهمته أنه يُسهِّل للطالب طريقةَ الوصول إلى الحديث في مصادره المتنوعة متى ما شاء من غير تعب، ولا مشقة.

3ـ علم الرجال، وهو السلسة الموصلة إلى متن الحديث، وهو ما عُرف بدراسة الأسانيد، والغرض منه معرفة رواة الحديث جرحاً، وتعديلاً، ومعرفة مراتبهم للترجيح بينهم عند الاختلاف، وسنخصص لكل من الأخيرين دورة خاصة به بإذن الله.

 1ـ  مصطلح الحديث، أو علوم الحديث

 علم مصطلح الحديث كقواعد وأصول محصورٌ في أبواب معينة يسهل العناية به نظرياً إلا أن تطبيقه على أرض الواقع صعبٌ جداً إلا مَن عاش مع مصادر السنة مدة طويلة.

المنهج المقترح في دراسة مصطلح الحديث يكون على النحو التالي:

1 ـ نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر، ثم نزهة النظر في شرح نخبة الفكر، كلاهما لابن حجر: أحمد بن علي العسقلاني المتوفى سنة ( 842هـ).

فالنخبة مع النزهة كتابان مفيدان، وهما عبارة عن كتاب واحد لأن المصنف دمج بينهما حتى صارا كأنهما كتاب واحد، والكتاب مهم في بابه، وقد عدَّه بعضُ كبار العلماء من مراجع علم المصطلح المهمة، فالطالب المبتدئ إذا استوعب ما في الكتاب تحصَّل على قدر كبير من علوم الحديث.

 ملحوظة: ولا أرى الحاجة تدعو إلى البداية بالبيقونة لأنها مختصرة جداً بحيث لا تفي بالغرض المطلوب إضافة إلى كونها نظماً، والنظم لا يناسب الطالب المبتدئ للفن، فالبدءُ بنزهة النظر أنسب في نظري لا سيما أن الطالب الذي نقترح له هذا المنهج في دراسة مصطلح الحديث قد درس دارسة مستفيضة لعلوم الآلة المختلفة، فهو قادر على استيعاب الكتب المطولة في الفن فضلاً عن المختصرات.

2ـ التقريب والتيسير لمعرفة سنن البشير النذير في أصول الحديث للإمام محيي الدين: يحيى بن شرف النووي الشافعي الدمشقي المتوفى سنة (676 ).

فكتاب التقريب للنووي يُغني عن أصله: (إرشاد طلاب الحقائق إلى معرفة سنن خير الأنام)([4]) الذي هو أيضاً مختصر عن علوم الحديث لابن الصلاح.

وهذا الكتاب (التقريب) يصلح أن يكون وسيطاً بين نزهة النظر للحافظ ابن حجر، وعلوم الحديث لابن الصلاح.

3ـ علوم الحديث، أو مقدمة ابن الصلاح لأبي عمرو: عثمان بن عبد الرحمن الشَّهَرْزُوري المشهور بابن الصلاح المتوفى سنة (643).

إن ابن الصلاح عمد عند تأليفه لهذا الكتاب إلى كتب مَن قبله، وعلى وجه الخصوص إلى كُتب الخطيب البغدادي، فقرأها، ثم لخَّص كلَّ ما فيها من علوم مصطلح الحديث لأن الخطيب البغدادي أكثرَ من التأليف في مصطلح الحديث لهذا قال ابن حجر: «وقل فنٌّ مِن  فنون الحديث إلا وقد صنَّف فيه كتاباً مفرداً، فكان كما قال أبو بكر بن نقطة: كلُّ من أنصفَ عَلِمَ أنَّ المحدثين بعد  الخطيب عيالٌ على كُتبه »([5]).

ولم يكتف ابن الصلاح بكتب الخطيب البغدادي بل ضمَّ إليها فوائدَ الكتبِ الأخرى المؤلفة في الفن قبله كالمحدث المفاصل بين الراوي والواعي للرامَهُرمُزي، ومعرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري، والمستخرج عليه لأبي نعيم الأصبهاني صاحب حلية الأوليا، والإلماع إلى معرفة أصول الرواية للقاضي عياض، وما لا يسع المحدثَ جهلُه للميانجي وغيرها، ثم أودع كل ذلك في كتابه، ( علوم الحديث) فانتهى المطاف عنده، قال الحافظ ابن حجر العسقلاني: «واعتنى بتصانيف الخطيب المُفرَّقة، فجمعَ شتات مقاصدها، وضمَّ إليها من غيرها نخبَ فوائدِها، فاجتمع في كتابه ما تفرَّق في غيره، فلهذا عكف الناس عليه، وساروا بسيره، فلا  يُحصى كم ناظمٍ له، ومختصرٍ، ومستدركٍ عليه، ومقتصرٍ، ومعارضٍ له، ومنتصرٍ »([6]).

وقد صدق ابن حجر فيما قاله،  فقد عكف الناس على كتابه، تدريساً، وتأصيلاً، وشرحاً، واختصاراً، فلا يُحصى عدد الكتب التي وُضعت عليه إما اختصاراً، أوشرحاً، أو التنكيت عليه، أو نظماً، وأنا أستعرض معك هنا بعض المختصرات لكتاب ابن الصلاح حتى تدرك حجم اهتمام العلماء لكتاب ابن الصلاح دون مراعاة ترتيب المؤلفين حسب الوفاة.

المختصرات من علوم الحديث لابن الصلاح

كتاب ابن الصلاح اختصره النووي في الإرشاد، ثم اختصره النووي مرة ثانية في التقريب، واختصره القسطلاني في المنهج المبهج، كما اختصره ابن النفيس في أصول الحديث، واختصره كذلك ابن دقيق العيد في الاقتراح، واختصره رضي الدين الطبري في الملخص، والجعبري في رسوم التحديث في علوم الحديث، وبدر الدين ابن جماعة في المنهل الروي في مختصر علوم الحديث النبوي، والتبريزي في الكافي في علوم الحديث، والذهبي في الموقظة، والعلائي في المختصر، كما اختصره الشريف الجرجاني في أصول الحديث، وعز الدين ابن جماعة في الإقناع، وابن كثير في اختصار علوم الحديث، وابن الملقن في المقنع في علوم الحديث، واختصره الأبناسي في الشذا الفياح من علوم ابن الصلاح إلى غير ذلك.

 وهكذا توالت المختصرات واحدةً تلو الأخرى على كتاب واحد، وما لم أذكره من تلك المختصرات أكثر مما لم أذكره،  وكتاب ابن الصلاح  الذي عمل عليه كل تلك المختصرات عبارة عن مجلدة لطيفة لا يستحمل كل تلك المختصرات، وعلى كل من تلك المختصرات من الشروح ما يزيد علي عدد المختصرات.

 ولم تكن هذه الاختصارات خاصة بعلوم الحديث بل هي هكذا في جميع الفنون، فالعقول لم تكن تفكر خارج الموجود من الكتب، فتقوقعت الأمة على نفسها، فتخلفت عن مواكبة المستجدات التي تتطلبها متغيرات عصرهم حتى صارت مطمعاً لكل المتربصين لها من الأعداء، فاحتلوها في نهاية المطاف من دون مقاومة تذكر، لأنها فقدت المناعة الذاتية التي كانت تتمتع بها الأجيال السابقة.

تصحيح المفهوم الخاطئ

من الخطأ أن يعتقد الطالب أنه إذا لم يدرس كل تلك المختصرات، فقد بقي عليه كثير من العلوم لأن تلك المختصرات ما هي  إلا أعمال مكررة، بل الأفضل للطالب أن يختار منها أفضلها، ثم يذهب رأسا إلى الكتاب الأصل، الذي هو علوم الحديث لابن الصلاح، وللتأكد من صحة ما أقول، فليطلع الطالب على بعض تلك المختصرات، فسيعرف أنها كلها تندرج في كتاب ابن الصلاح أللهم إلا ما كان من تغيير العبارات، وتقديم بعض الجمل إلا أن المضمون أقل مما في الكتاب الأصل.

4ـ التقييد والإيضاح شرح مقدمة ابن الصلاح للحافظ العراقي.

فهذا الكتاب مفيد في بيان مقاصد المؤلف، وإيراد الإشكالات الواردة فيه ثم  الجواب عليها مع الإضافات الكثيرة التي ضمها إلى الكتاب.

 5ـ النكت على مقدمة ابن الصلاح للحافظ ابن حجر، فهو موسوعة حديثية، ولو تم الكتاب لكان مُغنياً عن جميع الشروح إلا أن المؤلف قد توقف ـ رحمه الله ـ في شرحه عند باب المضطرب، وعلى الطالب أن يستعين بالنكت للزركشي فيما يتعلق بالأبواب التي لم يصل إليها ابن حجر بالشرح.

6ـ حفظ ألفية العراقي (التبصرة والتذكرة للحافظ العراقي تأليف زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي سنة (806 هـ).

فائدة:المنظومات هي لمن أراد أن يستذكر مصطلح علم الحديث عن ظهر قلب، وليست هي كتاب تدريس فقط.

 ثم إن الطالب لا يتوقف عند هذا الحد، بل عليه أن يطالع على ما كل ما وسعه جهده من الكتب الأخرى لاستخراج ما انفردت به من الفوائد.

المنهج المقترح في دراسة متون السنة النبوية

المتون المسندة إلى رسول الله كثيرة ومتنوعة، فهي مبثوثة في الجوامع، والسنن والموطآت، والمصنفات، والمعاجم، والأجزاء الحديثية، وغيرها.

 والسنة المأثورة عن النبي r آلاف مُؤلَّفة حتى قال بعض أهل العلم: إن السنة المدوَّنة التي وصلت إلينا هي في حدود خمسين ألفَ حديثٍ من غير المكرر تزيد قليلاً أو تنقص قليلاً.

فإذا كان الأمر كذلك فلا يمكن لأحد أن يستوعبها كلها كما أنها لا تفوت على الجميع كما قال الإمام الشافعي:«والعلم بلسان العرب عند العرب كالعلم بالسنة عند أهل الفقه لا نعلم رجلاً جمع السنن، فلم يذهب منها شيءٌ، فإذا جُمع علم عامة أهل العلم بها أتى على السنن، وإذا فًرِّق علمُ كل واحد منهم ذهب عليه الشيءُ منها، ثم كان ما ذهب عليه منها موجوداً عند غيره »([7]).

إذن، فلا بد من وضع منهَج مُتَّبع يُمكِّن الطالبَ من الاستفادة من السنن على أكبر قدر ممكن، ولهذا نحاول ـ بعون الله ـ في السطور القادمة إلى الطريقة التي نراها مناسبة لطالب علم الحديث في هذا العصر.

الكتب التي يحسن تدريسها في البداية

1ـ الأربعين النووية للإمام محي الدين يحيى بن شرف النووي (676).

2ـ مختصر ابن أبي جمرة لصحيح البخاري ( جمع النهاية في بداية الخير والغاية) لمؤلفه: عبد الله بن سعد بن أحمد المعروف بابن أبي جمرة المتوفى( 599).

3 ـ بلوغ المرام في أدلة الأحكام للحافظ ابن حجر العسقلاني (852هـ)

ومن المعلوم أنه لا يمكن للطالب أن يستوعب كتب السنة كلها بالدراسة، فلا بد أن يختار منها بعضاً يغني عن بقيتها، أو يقارب، ولهذا نشير إلى تحقيق ذلك بذكر بعض الكتب الهامة على أن يقوم الطالب بدراستها على العلماء تفصيلا بحيث يعرف كل ما في تلك الكتب نصاً، واستنباطاً، فإذا انتهى من ذلك قرأ بقية كتب السنة على شيخ مجاز فيها يستوقف معه عند الإشكالات، ويمر على بقية الأحاديث سريعاً، بهذا يمكن أن يأتي على كثير من كتب السنة.

 ترتيب أمهات السنة في التدريس من حيث الأهمية

 الكتاب الأول: ـ موطأ الإمام مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري المدني أحد الأئمة الأربعة المتبوعين في المذاهب الفقهية توفي سنة ( 179هـ).

        هذا الكتاب يحسن البدء به لأنه هو أقدم كتاب ألف في السنة النبوية موجود بين أيدينا، ومكانة مؤلفه في الحديث معروفة، وهو منقطع النظير يروي عنه أصحاب الكتب الستة من البخاري ومسلم، وأبي داود وغيرهم بواسطة.

الشروح على موطأ الإمام مالك

        وقد شرحه ابن عبد البر النميري بكتابين لا يوجد لهما نظير في شرح موطأ الإمام وهما:

1ـ التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد، وهذا الكتاب شرح لمتون الأحاديث المرفوعة.

2 ـ والاستذكار الجامع لمذاهب فقهاء الأمصار وعلماء الأقطار، وهو في الأصل مخصوص في شرح الآثار عن الصحابة ومَن بعدهم وأقاويل الفقهاء.

الكتاب الثاني: صحيح الإمام البخاري

اسمه الكامل الذي سماه به مؤلفه: الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله r لأبي عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن مغيرة البخاري المتوفى سنة (256).

        هذا الكتاب يكون في المرتبة الأولى فهو أنه أعظم كتاب في سنة رسول الله r، وقد استغرق تصنيفه ستة عشر سنة، واستخرجه من بين ستمائة سنة، وجعله البخاري حجة فيما بينه وبين الله، وعدد أحاديث بالمكرر كما قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري مقدمة البخاري سبعة آلاف وثلاثمائة وسبعة وتسعون حديثاً.

        صحيح البخاري يمتاز على غيره من كتب الحديث في أمور كثيرة يأتي في مقدمتها:

1ـ أنه يشمل جميع أبواب الدين كلها من الإيمان، والعلم، والأحكام، والزهد، والآداب، والتفسير، والجهاد والسير، والتوحيد وغير ذلك من أبواب الدين.

جميع الأحاديث الموجودة فيه صحيحة في أعلى درجات الصحة، وقد شهد بذلك أئمة الحديث قديماً وحديثاً، فهو مقدَّم على غيره من كتب الحديث، فلهذا ينبغي العناية به قبل غيره تعلُّماً وتفقهاً، فهو أصل كتب الحديث، وليس هذا موضع الحديث عن صحيح البخاري، وإنما المراد أن يدرس الطالب هذا الكتاب دراسة معمقة متأنية على شيخ متقن عارف بدقائقه، فإن فُتح للطالب هذا الكتاب فُتح له ما بعده من كتب الحديث، فهو مفتاحُها وأصلُها المرجوع إليه عند الاختلاف.

        بما أن الأحاديث التي في الكتاب كلها صحيحة لا يحتاج الطالب فيه إلى النظر في أسانيده لأن البخاري تكفَّل له بذلك، وقد وضع البخاري على أحاديث الكتاب تراجم تساعد الطالب على فهم الأحاديث الواردة في الباب حتى قيل: إن فقه البخاري في تراجمه، وقد أُلفت كتبٌ كثيرة في شرح معاني تلك التراجم وفقهها ومناسبتها للأحاديث التي وُضعت له، وقد ذكر الحافظ بن حجر أربعة كتب مؤلفة في تراجمه منها على سبيل المثال مناسبات أبواب صحيح البخاري للبلقيني وإبداء وجه مناسبات تراجم البخاري لابن رشيد البستي.

3 ـ وضعُه أبواباً لكل مجموعة من الأحاديث التي تندرج تحت باب واحد، وهو ما يسمى بالتراجم، وقصدُه منها بيان معاني تلك الأحاديث التي يوردها تحت تلك الأبواب، ولهذا اشتهر بين العلماء بأن فقه البخاري في تراجمه.

4ـ قبل سرد الأحاديث المروية له بالأسانيد يورد تحت الباب الآيات القرآنية التي لها علاقة بالباب، والأحاديث المعلقة، وأقوال الصحابة، ومن بعدهم من أئمة الدين.

5ـ تقطيع الأحاديث على أبواب كثيرة. كذلك اشتهر البخاري بتقطيع الحديث  الواحد على حسب فقراته لكن بشرط أن تكون تلك الفقرة مستقلة بحيث لا تتعلق بما قبلها ولا بما بعدها بحيث تكون كحديث مستقل. وقصده من ذلك الاستدلال بالحديث الواحد على أكثر من حكم شرعي، لكن علم من خلال الممارسة أنه لا يُقطِّع الحديث الواحد إلا إذا أورده بتمامه في بعض الأبواب ليتعرف الطالب من خلاله على الحديث بتمامه.

6 ـ تكرار الحديث الواحد على أبواب كثيرة: وقصده من ذلك هو الاستدلال بالحديث الواحد على أكثر من حكم، والتكرار يختلف عن التقطيع بأن التكرار هو إعادة الحديث بتمامه أكثر من موضع، وأما التقطيع فهو أخذ فقرة مستقلة من الحديث، وترك بقيته.

7ـ ذكر ما في الأحاديث من العلل، وبيان الراجح منها.

        الشروح على صحيح البخاري

        وعلى صحيح البخاري شروح كثيرة أشهرها، وأفضلها على الإطلاق: فتح الباري للحافظ ابن حجر الذي قال عنه الشوكاني لما قيل له: ألا تشرح صحيح البخاري: ( لا هجرة بعد الفتح ) يعني أنه لا يحتاج صحيح البخاري إلى شرح بعد فتح الباري، وله شروح أخرى منها: شرح صحيح البخاري لابن بطال، وعمدة القارئ للعيني، وإرشاد الساري للقسطلاني، والكواكب الدراري للكرماني وغيرها.

الكتاب الثالث: ـ صحيح الإمام مسلم

اسمه الكامل: المسند الصحيح المختصر من السنن بنقل العدل عن العدل عن رسول الله r  لأبي الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيسابوري المتوفى سنة (261 ).

        هذا الكتاب هو الكتاب الثاني من بين كتب السنة من حيث المرتبة والقوة، ومؤلفه من تلامذة البخاري، مشى في الكتاب على منواله، ومن طريقته اقتبس.

 يمتاز صحيح مسلم على غيره من كتب الأحاديث ما يلي:

1 ـ جمع الأحاديث المتفقة المعنى في مكان واحد، وعدم تكرارها في موضع آخر إلا عند الحاجة.

2ـ الإتيان بألفاظ الرواة، والتمييز فيما بينها، وله في ذلك طرق كثيرة من بنيها أنه يجمع بين الرواة بعطف بعضها على بعض، ثم يسوق متن الحديث، ثم يقول: هذا لفظ فلان، ثم يقول: وأما فلان فلفظه كذا وكذا، ولا يمل من ذلك بخلاف البخاري فلا يفعل بل قد يروى الحديث بالمعنى.

3ـ لا يخلط أحاديث الرسول بشيء آخر من أقوال السلف والأئمة، لهذالم يضع الإمام مسلم لأحاديث الكتاب أبواباً، وليس معنى ذلك أنه أوردها كيفما اتفقت بل راعى المناسبة بين الأحاديث لهذا سهل على غيره ممن جاء بعده كالنووي أن يضع لأحاديث كتابه أبواباً،وقد وضع النووي تلك الأبواب في صلب الكتاب حتى ظن بعضهم أنها من الإمام مسلم، وليس كذلك.

4 ـ يبدأ في بداية الباب بأصح الأسانيد لديه، فإذا فرغ من ذلك أتبعها بما دونها في الصحة في المتابعات والشواهد، وبعض منها لا تثبت استقلالاً، ولكنا تصلح للتقوية بما قبلها من الراويات الأخرى الذي ذكرها في الباب.

5 ـ إنه لا يذكر المراسيل والمنقطعات والموقوفات والمعلقات إلا النادر القليل لحاجة تقتضي ذلك عنده.

طريقة تدريس صحيح مسلم

        أسهل طريقة لدراسة أحاديث صحيح مسلم أن يعمد الطالب إلى الأحاديث التي انفرد بها مسلم عن البخاري، وهي معروفة، فقد ذكرها الحافظ ابن حجر في فتح الباري بابا باباً، فيدرسها الطالب بمفردها اختصاراً للوقت لأن بقية الأحاديث قد مرت عليه في صحيح البخاري، فيمر عليها مروراً سريعاً.

   ومن أفضل شروح مسلم إن لم يكن أفضلها (المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للإمام النووي. ثم إكمال المُعلِم بفوائد مسلم للقاضي عياض بن موسى بن عياض اليحصبي (المتوفى: 544هـ)، والملهم لما أشكل من تلخيص مسلم للقرطبي. والديباج على صحيح مسلم للسيوطي، وهناك شروح أخرى للمتقدمين والمعاصرين.

الكتاب الرابع: ـ سنن أبي دواد  سليمان بن الأشعث بن إسحاق الأزدي السجستاني المتوفى سنة ( 275هـ).

وسنن أبي داود عمدة في أحاديث الأحكام، وعدد أحاديثه في حدود خمسة آلاف كما ذكرها المصنف سوى المراسيل، فلا يستغني عنه الفقيه، وليس كتابه من كتب الصحاح لكن معظم أحاديثه صالحة للاحتجاج، وفيها عدد قليل ضعيفة بينها أبو داود نفسه في صلب الموضوع.

فالصحيحان مشهوران عند الجميع فهما في عني عن التعريف مع أننا سنعرفهما أو أحدهما في دورة تخريج الحديث بخلاف بقية كتب الحديث فليست مشهور كشهرتها لهذا تحتاج إلى التعريف بها بإيجاز.

وخير من يتحدث عن سنن أبي داود هو أبو داود نفسه، فلنستمع إلى ما قال عن سننه في رسالته لأهل مكة حين سألوه عنها لتعرف منزلتها من بين كتب السنن، ونحن نذكر هنا مقتطفات من كلامه في تلك الرسالة.

(قال أبوبكر محمد بن عبد العزيز بن محمد الهاشمي: سمعت أبا داود سليمان بن الأشعث بن شداد السجستاني بالبصرة، وسئل عن رسالته التي كتبها إلى أهل مكة وغيرها جواباً لهم فأملى علينا.

«سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، وأسأله أن يصلي على محمد عبده، ورسوله كلما ذُكر، أما بعد :…

ولم أكتب في الباب إلا حديثاً، أو حديثين، وإن كان في الباب أحاديثُ صحاح، فإنه يكثر، وإنما أردت قرب منفعته، … قال: وربما اختصرت الحديث الطويل لأني لو كتبته بطوله لم يعلم بعض من سمعه المراد منه، ولا يفهم موضع الفقه منه، فاختصرت لذلك، وليس في كتاب السنن الذي صنفته عن رجل متروك الحديث.  قال: وإذا كان فيه حديث منكر بينت أنه منكر، وليس على نحوه في الباب غيره. قال: فإن ذكر له عن النبي سنة، ليس مما خرجته، فاعلم أنه حديث واه إلا أن يكون في كتابي من طريق آخر فإني لم أخرج الطرق لأنه يكثر على المتعلم. قال: ولا أعرف أحدا على الاستقصاء غيري، وما كان في كتابي من حديث فيه وهن شديد، فقد بينته، ومنه ما لا يصح سنده، وما لم أذكر فيه شيئا، فهو صالح، وبعضها أصح من بعض، وهذا لو وضعه غيري لقلت أنا فيه أكثر،

قال: وهو كتاب لا يرد عليك سنة عن النبي r بإسناد صالح إلا وهي فيه، إلا أن يكون كلام استخرج من الحديث ولا يكاد يكون هذا.

قال: ولا أعلم شيئاً بعد القرآن ألزم للناس أن يتعلموه من هذا الكتاب، ولا يضر رجلا أن لا يكتب من العلم بعد ما يكتب هذه الكتب شيئاً، وإذا نظر فيه وتدبره وتفهمه حينئذ يعلم مقداره.

قال: ولعل عدد الذي في كتبي من الأحاديث قدر أربعة آلاف وثمانمائة حديث ونحو ستمائة حديث من المراسيل، ولم أصنف في كتاب السنن إلا الأحكام، ولم أصنف كتب الزهد وفضائل الأعمال وغيرها، فهذه الأربعة آلاف والثمانمائة كلها في الأحكام، فأما أحاديث كثيرة صحاح في الزهد والفضائل وغير هذا لم أخرجها، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وعلى سنن أبي داود شروح كثيرة

1ـ  معالم السنن شرح سنن أبي داود،وهو من أشهرها، وربما يكون أفضلها ألفه أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم البستي الشافعي المشهور بالخطابي المتوفى سنة ( 388 هـ ).

2ـ تهذيب سنن أبي داود لأبي عبد الله محمد بن أبي بكر بن أيوب الزُرْعي المشهور بابن قيم الجوزية المتوفى سنة (751 هـ )

3 ـ شرح ابن رسلان: لشهاب الدين أحمد بن حسين بن علي بن رسلان المتوفي سنة ( 844 )  وهو موجود لكنه لم يطبع بعد فيما أعلم.

4ـ عون المعبود شرح سنن أبي داود للشيخ محمد شمس الحق العظيم آبادي، المتوفى سنة ( 1329هـ).

5ـ الكتاب الخامس: سنن الترمذي أو الجامع الكبير لأبي عيسى: محمد بن عيسى بن سورة السلمي أبو عيسى الترمذي المتوفى سنة(279 هـ ).

وهذا الكتاب مهم لطالب علم الحديث في بابه لأنه يهتم بتخريج طرق الحديث وشواهده بالإشارة إليها، ثم الكلام على الرواة جرحاً، وتعديلاً، ثم يتكلم على الأحاديث قبولاً، ورداً، وبيان علل الأحاديث مع نقل كلام أهل العلم ممن تقدمه كالبخاري، ثم يختم ذلك بذكر مذاهب الفقهاء من الأربعة الأربعة وغيرهم.

قال أبو عيسى: « وإنما حملنا على ما بينا في هذا الكتاب من قول الفقهاء، وعلل الحديث لأنا سئلنا عن هذا، فلم نفعله زمانا، ثم فعلناه لما رجونا فيه من منفعة الناس لأنا قد وجدنا غير واحد من الأئمة تكلفوا من التصنيف ما لم يسبقوا إليه منهم: هشام بن حسان، وعبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، وسعيد بن أبي سعيد ومالك بن أنس »([8]).

فكتاب الترمذي أنفع كتاب لتعليم طالب الحديث إذ يجد في الكتاب كل علوم الحديث تطبيقاً عملياً بطريقة مختصرة مفيدة، فيتمرس الطالب عليها، ولنضرب على ذلك بمثال من الكتاب ليتبين الطالب من صحة ما ذكرنا عنه.

قال الترمذي في أبواب الحج باب ما جاء عن الحج عن الشيخ الكبير (2/ 259) حديث رقم 928) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي ابْنُ شِهَابٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ امْرَأَةً مِنْ خَثْعَمٍ، قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أَبِي أَدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ اللهِ فِي الحَجِّ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَسْتَوِيَ عَلَى ظَهْرِ البَعِيرِ، قَالَ: حُجِّي عَنْهُ.

(ثم قال الترمذي): وَفِي البَاب عَنْ عَلِيٍّ، وَبُرَيْدَةَ، وَحُصَيْنِ بْنِ عَوْفٍ، وَأَبِي رَزِينٍ العُقَيْلِيِّ، وَسَوْدَةَ بِنْتِ زَمْعَةَ، وَابْنِ عَبَّاسٍ.

 (ثم قال الترمذي): حَدِيثُ الفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.

وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَوْفٍ، عَنِ النَّبِيِّ r  وَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَيْضًا، عَنْ سِنَانِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الجُهَنِيِّ، عَنْ عَمَّتِهِ، عَنِ النَّبِيِّ rوَرُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ r.

وَسَأَلْتُ مُحَمَّدًا عَنْ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ، فَقَالَ: أَصَحُّ شَيْءٍ فِي هَذَا البَابِ مَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ، عَنِ الفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ r.

قَالَ مُحَمَّدٌ: وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ابْنُ عَبَّاسٍ سَمِعَهُ مِنَ الفَضْلِ وَغَيْرِهِ عَنِ النَّبِيِّ r، ثُمَّ رَوَى هَذَا عَنِ النَّبِيِّ r، وَأَرْسَلَهُ، وَلَمْ يَذْكُرِ الَّذِي سَمِعَهُ مِنْهُ.

وَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ r فِي هَذَا البَابِ غَيْرُ حَدِيثٍ.

(قال الترمذي) وَالعَمَلُ عَلَى هَذَا عِنْدَ أَهْلِ العِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ r وَغَيْرِهِمْ. وَبِهِ يَقُولُ الثَّوْرِيُّ، وَابْنُ الْمُبَارَكِ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَحْمَدُ، وَإِسْحَاقُ يَرَوْنَ أَنْ يُحَجَّ عَنِ الْمَيِّتِ. وقَالَ مَالِكٌ: إِذَا أَوْصَى أَنْ يُحَجَّ عَنْهُ حُجَّ عَنْهُ. وَقَدْ رَخَّصَ بَعْضُهُمْ أَنْ يُحَجَّ عَنِ الحَيِّ إِذَا كَانَ كَبِيرًا أَوْ بِحَالٍ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَحُجَّ، وَهُوَ قَوْلُ ابْنِ الْمُبَارَكِ، وَالشَّافِعِيِّ) انتهى.

الإشارة إلى ما ذكره الترمذي في هذا الحديث من الفوائد

1ـ الترمذي ـ رحمه الله ـ خرَّج الحديث بسنده إلى النبي r وهذه أكبر ميزة تقع للمحدث أن يصل إلى النبي r في الحديث بسند متصل من عنده إلى النبي r.

2ـ ثم إن الترمذي أشار إلى ما للحديث من الشواهد بقوله ( وفي الباب عن علي، وبريده، وحصين بن عوف …إلخ.

3 ـ ثم إنه حكَم على الحديث بالصحة بقوله: حديث الفضل بن عباس حديث حسن صحيح.

4ـ ثم أشار إلى ما وقع في الحديث من اختلاف الرواة على سنده، بقوله:  (وروي عن ابن عباس عن حصين بن عوف عن النبي … إلى آخره.

5ـ ثم استعان الترمذي بإمام البخاري على معرفة وجه الجمع بين بعض الأسانيد، وتحديد الراجح من المرجوح في بقيتها فقال الترمذي: قال محمد ( يعني ابن إسماعيل البخاري) ( ويحتمل أن يكون ابن عباس سمعه من الفضل وغيره عن النبي … إلخ.

 6ـ ثم عاد الترمذي إلى الحديث، فبين أنه صح عن النبي r في هذا الباب غير حديث، وذلك بقوله: (وقد صح عن النبي في هذا الباب غير حديث ).

7 ـ ثم ختم الترمذي كل ذلك ببيان مذاهب الفقهاء في هذا الحديث فقال: ( والعمل على هذا (الحديث) عند أهل العلم من أصحاب النبي r وغيرهم، و به يقول الثوري وابن المبارك، والشافعي، وأحمد، وإسحاق…. إلخ

انظر إلى هذه الكنوز المبثوثة حول هذا الحديث الواحد، وكلُّ واحد من تلك الفوائد تستحق الوقوف معها طويلاً، فالترمذي ساقها مجموعة في هذا المكان ليسهل على الطالب اغتنامها من دون تعب، فما عليه إلا أن يقتطف هذه الثمار اليانعة.

وعلى كتاب الترمذي شروح كثيرة أشهرها تداولاً في هذا العصر كتابان:

1ـ عارضة الأحوذي لأبي بكر: محمد بن عبد الله الإشبيلي المالكي المعروف بابن العربي المتوفى سنة ( 543 هـ ).

2ـ تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي للشيخ محمد بن عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري المتوفى سنة ( 1353 هـ).

وهناك شروح كثيرة على سنن الترمذي قديما وحديثاً غير هذين الكتابين يعرفها أهلها، بعضها مطبوع وبعضها ما زال مخطوطاً، وبعضها مفقود.

بعد هذه الكتب فالطالب يُغيِّر الطريقة، ويُخفِّف من الدراسة لأن أصول الأحاديث قد تحصَّل عليها، فما عليه بعد ذلك إلا أن يقرأ بقية أمهات السنة وغيرها على الشيوخ، فلو قرأ عليهم بعد سنن النسائي وسنن ابن ماجه، وهما من بين أمهات السنة مسند الإمام أحمد الذي هو موسوعة حديثية يكون قد وصل بذلك إلى معظم السنة النبوية المشهورة.

([1]) صحيح مسلم (2/704 رقم (1017).

([2]) انظر في فتح المغيث 1/10).

([3]) الإحكام لابن حزم (1 /97).

([4]) وكتاب الإرشاد للنووي مطبوع بالمدينة المنورة/ مكتبة الإيمان. الطبعة الأولى: (1405).

([5])نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر (ص: 33)

([6])نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر في مصطلح أهل الأثر (ص: 34)

[7]([7]) الرسالة (ص: 42)

([8]) العلل الصغير للترمذي (5/738).

Halkan kaso Dagso Risaalada